كيف تصبح من المخابرات المغربية
في الآونة الأخيرة، اتخذت المخابرات المغربية، المعروفة باسم “ديستي”، التابعة لإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، خطوات متميزة نحو توظيف موظفين جدد من خارج الهيكل التقليدي للتوظيف في المخابرات الداخلية. وفي الوقت نفسه، تواصل مديرية الدراسات وحفظ المستندات “لادجيد” بحثها عن “طيور مهاجرة نادرة” في عدة دول، من خلال فتح مباريات توظيف تحت مظلة المؤسسة العمومية، بهدف تعزيز الكوادر البشرية المؤهلة للدفاع عن مصالح الوطن. وما يلفت الانتباه هو تبني المخابرات الداخلية، خلال العامين الأخيرين، لسياسة تأنيث الجهاز، مع التركيز على الكفاءة والتميز والولاء للملك وللوطن كمبادئ أساسية لا غنى عنها.
المخابرات المغربية DST
تتبنى المخابرات المغربية، المعروفة بـ DST (Direction de la Surveillance du Territoire)، في استراتيجيتها لتعزيز هياكلها وتطوير قدراتها البشرية، مجموعة متنوعة من الطرق لاختيار وتجنيد المجندين. تشمل هذه الطرق إدماج عناصر من شرطة الأمن، واختيار طلاب المعاهد والمدارس العليا، وتوظيف حاملي الشواهد العليا، واستقطاب أطر المؤسسات العامة والخاصة، بما في ذلك أفراد الأحزاب والنقابات والمؤسسات الإعلامية.
ومع تطور متطلبات العمل المخابراتي والتحديات العالمية المتزايدة، باتت هذه الطرق التقليدية “عتيقة” وغير متماشية مع المعايير الحديثة. لذا، قامت السلطات العليا في المغرب بإجراء إصلاحات أمنية وإعادة النظر في التنظيمات الجديدة لمديرية الأمن الوطني.
ومن بين هذه الإصلاحات، تركزت جهود المسؤولين على جعل عمليات اختيار العناصر الأمنية أكثر شفافية وتحكمًا. وفي هذا السياق، تم تعيين أكثر من 100 فرد جديد، بما في ذلك 14 امرأة، بعد إجراء مباراة توظيف في أحد مقرات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة.
تحددت الشروط التي يجب توفرها لاختيار هذه العناصر، خاصة النساء المراد تجنيدهن، حيث يشترط التفوق الدراسي وعدم وجود زواج في مرحلة التوظيف، على أن يتم النظر في ذلك بعد فترة خدمة معينة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم “أونكيت” المرشحات، وهو يتضمن علاقاتهن الشخصية والعائلية، وانتماءاتهن السياسية والاجتماعية.
كيفية الانضمام إلى المخابرات المغربية
المبارة التي تم تنظيمها من طرف إدارة “الديستي”يشارك فيها أزيد من 600 مترشح ومترشحة، خضعوا دون علمهم بذلك إلى تقارير “تشخيصية صارمة” تَحوطا من أن يكون هناك تسريب من قبل “الجماعات المتطرفة”، أو من طرف منتمين سياسيا لكن غير معلِنين لذلك الانتماء.
ويتم تعيين “لجنة أمنية خاصة” تضم ضباطا بإدارة مراقبة التراب الوطني للإشراف شخصيا على عمليات التحقيق في الطلبات المقدمة لاجتياز المباراة، سواء من الذكور أو الإناث، وركزت اللجنة على “بروفايلات” المرشحين الذين يتقنون اللغات، ويتوفرون على تكوين جامعي عال، مع التركيز أكثر على المرشحين الذين يتوفرون على شهادات في تخصص العلوم السياسية، وعلى فتيات بالإضافة إلى أنهن مكونات تكوينا علميا جيدا، فإنهن حسناوات كذلك. هؤلاء تلقوا تدريبا مكثفا وتنوعا قبل أن يحصلوا على شواهد تخرجهم برتبة مفتشين ومفتشات أو ضباط.
المثير إذن في الطريقة التي بدأت مديرية “الديستي” تنهجها لاختيار المرشحين للعمل في أقسامها هي مختلِفة تماما عما عهدناه في السابق، حيث لم تعمد إلى اختيار عناصرها من صفوف متدربي الشرطة بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة،
أو مدرسة الشرطة ببوقنادل، ناحية سلا،
أو ممن يعملون أصلا بأسلاك الشرطة، بل إن اعتمادها على نشر إعلان عمومي موجه إلى كل من تتوفر فيه شروط اجتياز المباراة الخارجية، يعتبر “منعطفا مثيرا” يعلن عن بداية “تطليق” إدارة الأمن الوطني لأساليبها القديمة، التي ما فتئت تثير الكثير من المؤاخذات من طرف مختلف مكونات المجتمع. واللافت أيضا للانتباه هو أن تلك المباراة فُتحت أيضا حتى في وجه المغاربة المقيمين بالخارج، وهو ما يؤشر على أن هذه الإدارة، ربما فكرت في الاستفادة من إمكانيات بعض المهاجرين الشباب، الذين يتوفرون على الكفاءة التعليمية واللغوية، وهو ما قد يشكل جانبا آخر “للتنافس”
وربما لـ”التصادم”، لم لا، مع جهاز المخابرات العسكرية الخارجية، “لادجيد”، التي تعتَبر “المجال الخارجي” حكرا على عناصرها، سواء كحقل للعمل أو للتنقيب عن “الطيور المهاجرة النادرة”.
الحديث عن كيفية تجنيد موظفي الجهازين المخابرتين الرئيسيين في البلاد، يحيلنا على طرح السؤال عن الكيفية أيضا التي يتم بها اختيار عناصر باقي الأجهزة المخابراتية المغربية، التي يبلغ عددها بالإضافة إلى الجهازين السابقين، 15 جهازا، موزعا بين أجهزة مدنية وعسكرية وشبه عسكرية. وتشير المعطيات المتوفرة، من خلال رصد مصادر مختلفة، انها تكاد تكون هي نفس الطرق التي تم الإشارة إليها سابقا، والتي تتركز بالخصوص على عناصر الكفاءة والكتمان وعدم الانتماء السياسي أو الإيديولوجي إلى هذه المنظمة أو تلك. إلا أن الأمر يختلف بالنسبة للمؤسسة العسكرية، التي يصعب عليها اختيار عناصرها المخابراتية، نظرا لطبيعة عملها وضيق مجال اشتغالها، وهو ما يجعل التكوين العسكري الإطارَ المحدد أكثر لتجنيد عناصر مخابرات هذه الأجهزة، لكن ذلك لا يمنع من انفتاح هذه الأجهزة على المدنيين من خلال بث “متعاونين وعملاء، هنا أو هناك، تحت غطاء اللباس المدني، الذي يسمح له بولوج المؤسسة العسكرية من منظور الموظف في سلك الوظيفة العمومية، أو في دثار عباءة العامل في القطاع الخاص، الذي يحتك بمؤسسة الجيش .شكل دائم، كما هو الأمر بالنسبة للممونين مثلا للمؤسسة بمختلف مستلزمات الحياة.
المغرب يتوفر حاليا على 15 جهازا استخباراتيا، تتوفر على إدارة مركزية وملحقات وتفرعات ومكاتب للتنسيق تابعة لها في مختلف ربوع المملكة.
وتكاد شبكة المخابرات بالمغرب تكون جد معقدة، سواء من حيث البنية او من حيث مجال اشتغالها.
وعلى مستوى المخابرات ذات الطابع المدني فإن وزارة الداخلية تتوفر على خمسة أجهزة مخابرات؛ أولها مديرية الشؤون العامة، التي تعتبر البنية التحتية لكل أجهزة المخابرات المغربية، من حيث كونه يقدم المادة الأولية، في الغالب، لجل الأجهزة الأخرى. ويعمل هذا الجهاز حاليا بحرفية عالية وكفاءة تثير اهتمام المتتبع، ومهمته جمع وتصفية وتصفيف المعلومات البسيطة والخام حول المواطنين، التي تمر عبر مصادر وسلسلة عريضة،
ابتداء من الوالي والعامل، ومرورا بالباشا والقائد، ووصولا إلى الشيوخ والمقدمين. ويستطيع هذا الجهاز أن يعمل حتى في أقصى وأنأى مناطق المملكة، لكونه يتوفر على موارد بشرية كثيرة يتجلى بالخصوص في جيش من أعوان السلطة، الذين لا يمكن حصرهم فقط في المقدمين والشيوخ.
ولهذا الجهاز مكاتب لدى جميع المصالح الخارجية لوزارة الداخلية، أي أنك تجد في كل عمالة أو باشوية أو قيادة مكتبا للشؤون العامة. وهناك أيضا جهاز الاستعلامات العامة التابع للإدارة العامة للأمن الوطني، وهو مكلف بجمع المعلومات السياسية، في المجال الحضري، وتتكلف عناصره بتغطية كافة المظاهرات وجميع النشاطات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني. لكن النقطة الأكثر فاعلية لهذا الجهاز، حسب المتتبع، تتجلى في أنه يتوفر على قسم مهم مكلف بالتنسيق مع مجموعة من الناشطين، بغرض “التشويش” على الناشطين في المجال الحقوقي وإحراجهم…
تعتبر مجموعة التدخل السريع، التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والفرقة المركزية للتدخل، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، مجموعتي نخبة من قوات الشرطة عالية التأهيل من أجل القيام بالمهمات الخاصة.
وهي مجموعة نادراً ما تظهر في الأماكن العامة، وممنوع على عناصرها إظهار وجوههم، حتى أنه يمنع تصويرهم لذا على الراغب في الترشيح ان تتوفر فيه هذه الشروط اسفله بالإضافة إلى شواهد في الفنون القتالية.
ويقوم أفراد هذه المجموعة بعدة مهام، كمحاربة الجريمة المنظمة، والاتجار الدولي للمخدرات…
فرقة التدخل السريع هي وحدة متخصصة في جهاز الأمن الوطني المغربي، يتم إختيار أفرادها وفق معايير إنتقائية دقيقة وصارمة.
حيث يتميز أفراد هذه الفرقة التي تتلقى تدريباتها بالمعهد الملكي للشرطة الكائن بمدينة القنيطرة ببنية جسدية قوية ومهارات وكفاءة قتالية عالية، ضمن تدريبات خاصة ومكثفة تتمحور على قوة التحمل والدقة والسرعة في تنفيذ المهام الموكلة إليها.
يأتي دور فرقة الشرطة الخاصة هذه، عند المهمات النوعية في الأوقات الحرجة وحالات الطوارئ ، كالعمليات الإرهابية والجريمة المنظمة وإحتجاز الرهائن وأعمال الشغب العنيفة وأيضا في حراسة ومرافقة ترحيل المجرمين الخطيرين.
من أهم معايير الإنتقاء الطول والبنية الجسمانية القوية.
شروط ولوج المخابرات المغربية 2024
الشروط العامة:
- الجنسية: يجب أن يكون المتقدم حاملًا للجنسية المغربية.
- العمر: يجب أن يكون المتقدم في سن 18 إلى 30 سنة.
- الحالة الاجتماعية: يجب أن يكون المتقدم أعزبًا.
- السجل العدلي: يجب أن يكون المتقدم خاليًا من السوابق العدلية.
- المستوى الدراسي: يجب أن يكون المتقدم حاملًا لشهادة البكالوريا على الأقل.
- اللياقة البدنية: يجب أن يكون المتقدم لائقًا بدنيًا واجتاز اختبارات اللياقة البدنية.
- الذكاء: يجب أن يكون المتقدم ذكيًا ولديه مهارات تحليلية جيدة.
- الصفات الشخصية: يجب أن يكون المتقدم ذا شخصية قوية ومهارات تواصل جيدة وروح وطنية عالية.
الشروط الإضافية:
- إجادة اللغة العربية والفرنسية.
- التخصص في أحد المجالات التالية:
- العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
- القانون.
- تكنولوجيا المعلومات.
- اللغات الأجنبية.
- الهندسة.
في الختام، يُظهر الاهتمام بشروط ولوج المخابرات المغربية الاهتمام المستمر بالأمن والسلامة العامة في المملكة المغربية. يعكس التفاعل مع المعايير المتغيرة والتحديثات في شروط الالتحاق بالخدمة الاستخباراتية التزام السلطات المغربية بتعزيز الأمن الوطني وحماية المواطنين.
لا شك أن الالتحاق بالمخابرات يتطلب مؤهلات معينة واستعداداً للتضحية والتفاني في خدمة الوطن. يُشكل عمل المخابرات تحديًا كبيرًا يتطلب الكثير من الشجاعة والتفاني والاحترافية.
لذا، يُشجع كل من يطمح للانضمام إلى صفوف المخابرات المغربية على متابعة المعلومات الرسمية التي تُعلن عنها الجهات المعنية، والاستعداد بشكل جيد للتحديات التي قد تواجهها في مجال العمل الاستخباراتي.
بالعمل الدؤوب والاجتهاد، يُمكن للموظفين في المخابرات المغربية المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، والمساهمة في حماية المواطنين والدفاع عن مصالح الدولة.
أنا جد مهتم بالإنضمام إلى فرقة DST و أتمنى أن يتم الإعلان عن المباراة عما قريب